17 - 07 - 2024

إيقاع مختلف| مصر وسرها العميق

إيقاع مختلف| مصر وسرها العميق

نَورسٌ حُرٌّ وحيدْ

كانَ يرنُو من بَعيدْ

فَوقَ أَسرابٍ تَعالَتْ

يَرتَقِى رَأسٌ وَ جِيدْ

نَورسٌ يَبدُو هُنَاكْ

مُستَهَامَاً كَالمَلاكْ

فاقتَرِبْ و انظُرْ و حَدِّقْ

مَن سَيفهَمُهُ سِواكْ

نَورسٌ يبدُو هُناكْ

أَنتُمَا صِنوَان دَوما

أَبصَرَا فِى الكَونِ حُلما

فَاستَفَاقَا واستَهَامَا

هَلْ تُرَى تَلقَاهُ يَوما

نَورسٌ فِى الأفْقِ يَنظُرْ

هلْ تُرَى بِى سَوفَ يَشعُرْ

أَمْ سَيمضِى مُستَضِيئاً

عَلَّهُ بِالحُلمِ يَنظُرْ

كانت زيارة خاطفة إلى دمياط، تكفى فقط لأن أقول لأمى كل عام وأنت تملئين الدنيا خيراً وبركة، وتملئين حياتنا بهجة ودفئاً، كل علم وأنت سر العطاء فى كونى الصغير، ومعنى العطاء فى كوننا الكبير.

كانت زيارة خاطفة نعم ولكن الطريق ذهاباً وإياباً كان كافياً ليجدد فى روحى شعورها العميق بأن مصرنا جميلة طيبة خيرة، وأنها أرحب كثيراً من تلك الشاشات الضيقة التى تختصرها فى تلك المكلمة المرهقة التى تشعرك بأنك توشك على أن تختنق ، تلك المكلمة التى يتحدث فيها من لا يعرفون، فتحس بأنك تتنفس بصعوبة، وأن الهواء أقل من أن يفى باحتياج رئتيك من الأكسجين النقى الذى خلقه الله.

نعم مصر أرحب كثيراً من تلك المكلمة كما أنها أجمل كثيراً من ذلك الهراء الذى تصوره الدراما، ذلك الهراء الذى لا يحتاج منى أن أختار له وصفاً، فقد أحكم الحصار حول أرواحنا جميعاً، بعد أن حاصر أعيننا وآذاننا وكاد أن يحتل عقولنا.

أحسست على مدى الطريق أنى أتنفس هواء الله النقى الطيب الخير، وأن المدى الرحب الذى يمتد أمامى يمنح عينى مخزوناً من آيات الجمال يكفيها لأن تواجه كل ملامح القبح التى تفرض عليها ليل نهار.

أحسست وكأن مصر تعيد تقديم ذاتها إلىَّ لتطهرنى من كل الدرن الذى ران على عقلى وقلبى وروحى بعد أن احتل حواسى كلها.

أحسست أنى أود أن أهتف قائلاً: يا أبناء مصر لا تسمعوا عنها بل اسمعوا منها، دعوا مصر تصف لكم ذاتها بذاتها، فهى أدرى بها من كل من سواها وكل ما سواها.

هل كنت سابحاً فى نوبة عشق رومانسية محلقة بعيداً عن تضاريس الواقع ونتواءاتها، أم أنى كنت أنفذ إلى سر مصر العميق ومعناها المتجدد؟!آآ